الأول: عُقدٌ ورُقى، أي قراءاتٌ ورُقى وطلاسمُ، يتوصَّل بها السَّاحرُ إلى استخدامِ الشياطين فيما يريد به مِنْ ضررِ المسحورِ.
الثاني: أدويةٌ وعقاقيرٌ تُؤثرُ في بَدنِ المسْحورِ وعقلِه وإرادتِه؛ فتجده ينصرفُ ويميلُ، وهو ما يسمى ب «الصَّرفِ والعَطفِ».
هل للسِّحر حقيقة؟
٢ - المسألة الثانية: هل للسِّحرِ حقيقةٌ، أم أنه مجردُ تخييل؟
الرأي الأول: أنَّ للسِّحرِ حقيقةً (٣)، وهو مذهبُ أهلِ السُّنةِ والجماعةِ، ويدل
(١) قال في لسان العرب (٦/ ١٧٦): «وكلُّ ما لَطُفَ مَأخذُه، ودَقَّ؛ فهو سِحْرٌ». ا. هـ، وقال الخليل في العين (٣/ ١٣٥): «السِّحر: كلُّ ما كان من الشيطان فيه مَعُونة». (٢) يُنظر: تفسير ابن كثير (١/ ٣٧١)، والمغني (١٢/ ٢٩٩). (٣) قال الإمام القرطبي ﵀: «ذهب أهل السُّنة إلى أنَّ السحر ثابت وله حقيقة. وذهب عامة المعتزلة إلى أن السِّحر لا حقيقة له، وإنما هو تمويه وتخييل وإيهام». ا. هـ. (تفسير القرطبي ٢/ ٢٧٦). قلت: ومما يدل على أنَّ للسحر حقيقةً ما رواه الشيخان مِنْ حديث سعد بن أبي وقاص ﵁ أن النبيَّ ﷺ قال: «مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً؛ لَمْ يَضُرُّهُ ذَلِكَ الْيَوْمِ سُمٌّ، وَلَا سِحْرٌ»، [البخاري، (٥٧٦٩)، مسلم، (٢٠٤٧)]. ونقل هذا المذهب أنَّ للسِّحر حقيقة القرافي في (الفروق ٤/ ٢٥٤)، والنووي في (المجموع ١٩/ ٢٤٠)، وقال في (روضة الطالبين ٧/ ١٩٨): «والصحيح أنَّ له أي: السِّحر حقيقة، كما قدمناه، وبه قطع الجمهورُ، وعليه عامةُ العلماء، ويدل عليه الكتابُ والسُّنةُ الصحيحةُ المشهورة».