ومن الاستغاثة ما هو شرك، ومنها ما ليس بشرك، فالأقسام السابقة في الدعاء تأتي هنا.
[تعريف النذر لغة واصطلاحا]
النذر: في اللغة «الإيجاب»(١).
وفي الاصطلاح:«إيجابُ مُكَلَّفٍ على نفسِه عبادةً غيرِ واجبةٍ».
والنذر لغير الله مِنْ أنواع الشرك؛ لأنَّ النذرَ عبادةٌ لا تكون إلا لله، بدليل قوله تعالى (٢): ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾ [الإنسان: ٧]، فاللهُ ﷿ أثنى على الموفين بالنذر، وجعله مِنْ أسبابِ دخول الجنة، ولا يكون سببًا لدخول الجنة إلا وهو عبادةٌ، وصرْفُ العبادة لغير الله «شركٌ»، مثل أن يقول: لفلانٍ عليَّ نذرٌ، أو لهذا القبر عليَّ نذرٌ … الخ.
[١] قوله ﵀: «ويسْألُهم الشَّفاعةَ»:
[تعريف الشفاعة لغة واصطلاحا]
الشفاعة لغةً: شفعت الشيء إذا ضممته إلى الفرد.
وفي الاصطلاح: التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة.
[أنواع الشفاعة]
وللشفاعة أنواع (٣):
١ - شفاعة النبي ﷺ لأهل الموقف
* النوع الأول: الشفاعةُ لأهل الموقف حتى يُقضى بينهم، كما جاء في حديث أبي هريرة ﵁ الطويل في الصحيحين (٤)، وكذا حديث أنس ﵁ المتفق
(١) ينظر: المصدر السابق، (ص: ٩١٢). (٢) وقوله تعالى عن مريم ﵍: ﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾ [مريم: ٢٦]، وعن أمها قولَها: ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي﴾ [آل عمران: ٣٥]. (٣) ينظر: تهذيب سنن أبي داود (٥/ ٢٢٦٩)، وكلام شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ في (العقيدة الواسطية) في مبحث الشفاعة. (٤) رواه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله ﷿: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ﴾ [هود: ٢٥]، رقم (٣٣٤٠)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، رقم (١٩٤).