قوله:"لم أشْعُر": الجمْلَة معمُولَة للقَوْل، التقديرُ:"حَلَقتُ قبل الذّبح ولم أشْعُر"، لكنّه قَدّم مَا يدْفَع عنه اللَوم ويقيم له العُذر، وهو عَدَم شُعوره؛ ولذلك أتى بـ "الفَاء" المقتَضية للسّببيّة.
ويحتمل أن يكُون التقديرُ:"لم أشْعُر بالمنْع -أو بالحُكْم- فحَلَقتُ".
وتقَدّم الكَلامُ على "قبْل" و"بعْد" في الرّابع مِن الأوّل.
قوله:"اذْبَح": يحتمل أنْ يُريد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "في المستقبَل، في إحْرَام غير هَذَا"، "وَلَا حَرَجَ" إنْ كَان ذَبَح ورَمَى، أو إنْ كَان ذَبَح ولم يَرْم؛ فالأمرُ على ظَاهِره. (١)
وخبرُ "لا" محذُوفٌ، أي:"لا حَرَجَ عَليْك"، مثل:"لا بَأس"(٢). وجَاز هُنا إنْ عَملَت "لا" عَمَل "إنّ" حَذفُ الخبر، كما جَاز فيها إِذَا عَملَت (٣) عَمَل "ليس" في قَولهم: