رابعًا: وقد تكونُ هذه اللفظةُ من المُولَّدِ الذي لم تعرفه العرب في الجاهلية، وإنما عرفته بعد ذلك، فينص المفسر على أن هذه اللفظة مولدة، ويستشهد على ذلك بالشاهد الشعري. ومن ذلك قول القرطبي وهو يفسر معنى البسملة: «قال الماوردي (١): ويُقالُ لِمَن قال: بسم الله، مُبَسْمِلٌ، وهي لغةٌ مُولَّدَةٌ، وقد جاءت في الشعرِ، قال عمر بن أبي ربيعة:
وعُمرُ بنُ أبي ربيعةَ من شعراء الاحتجاج، حيث توفي سنة ٩٣ هـ، وإن كانت اللفظةُ إِسلاميَّةً مأخوذةً من قول القائل:(بسم الله)، فلعلَّ قولَ أبي العلاء أولى، لاتفاق العلماءِ على الاستشهاد بشعرِ عمرَ بن أبي ربيعة وطبقته.
خامسًا: كل ما تقدم يعنى ببيان الفصاحة في المفردة، غير أن المفسرين قد تعرضوا إلى بعض التراكيب النحوية، ونصوا على أن هذا التركيب أجود من ذاك، أو هو الأكثر أو نحو ذلك من عبارات المفاضلة بين التراكيب النحوية. ومن ذلك قول القرطبي عند تفسير قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا}[النساء: ٩٤](٥) وهو يتكلم عن «إذا» ومتى يُجزم جوابُها: «وفي «إذا» مَعنى الشرط، فلذلك دخلت الفاء في قوله:{فَتَبَيَّنُوا} وقد يُجازَى بِها كما قال (٦):
(١) انظر: النكت والعيون ١/ ٥٠. (٢) انظر: ديوانه ٤٩٨. (٣) الجامع لأحكام القرآن ١/ ٩٧. (٤) رسالة الملائكة ٢١٢. (٥) النساء ٩٤. (٦) هو عبد قيس بن خفاف البُرجُمي، شاعر جاهلي تميمي.