فقد اكتفى بذكر من أنشد الشاهد وهو الإمام الكسائي رحمه الله، وحسبك به ثقة في علمه وروايته، وهو ممن رحل إلى البادية في طلب اللغة والشعر، وقد أنفد في الكتابة عن الأعراب خَمس عشرة قِنِّينَةً من الحِبْرِ غير ما حفظ (٤).
وقد يكون من أنشد الشاهد عدد من العلماء كأهل الكوفة أو البصرة، فينسبه المفسرُ إليهم جَميعًا. ومن ذلك قول الطبري: «وحكى بعض البصريين (٥)، وبعضُ الكوفيين سَمَاعًا من العرب:«طَافَ يطيفُ»، وطِفْتُ أطِيفُ»، وأنشدوا في ذلك:
تقدم الحديث عن القسم الأول وهو التقديم للشاهد الشعري بِما
(١) النحل ٩٠، وقراءة إدغام الياء في الياء هي قراءة أبي عمرو ويعقوب وهما من العشرة. وابن جريرٍ يشير إلى كلام الفراء كما في معاني القرآن ٢/ ٢٩، وكلام الفراء لا يصرح بحذف الياء الثانية، لكن الشاهد الذي ذكره يدل على أنه أراد هذا، غير أنَّ شاهد الشعر هذا لا يصلح نظيرًا للآية؛ ففي الشاهد ثلاث ياءات: اثنتان مدغمتان أولًا، ثُمَّ الثالثة في أول الفعل، وفي الآية ياءان، وتكرار ثلاث يقتضي الحذف، غير أن تكرار اثنتين يقتضي الإدغام. انظر: النشر ١/ ٢٨٤. (٢) لم أعثر على قائله. (٣) تفسير الطبري (شاكر) ١٥/ ٤٩٤. (٤) انظر: إنباه الرواة ٢/ ٢٥٨. (٥) هو أبو عبيدة كما في مجاز القرآن ١/ ٢٣٧. (٦) لكعب بن زهير. انظر: ديوانه ١١٣. (٧) تفسير الطبري (شاكر) ١٣/ ٣٣٥.