يعنى إذا انتسبت تلك القبيلة. وأنكرَ أهلُ المعاني هذا على أبى عبيدةَ، وقالوا هذا لا يستقيم في معنى هذا الاستثناء المنعُ من القتلِ، وما كان المنعُ لأجلِ النسبةِ فإِنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقاتل المشركين من قريش وإن كانوا من نسبه بل معنى قوله:{إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ}[النساء: ٩٠] أَي: يُخالطونَ ويتصلونَ بقومٍ كان بينهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - موادعةٌ وعهدٌ». (٣) والذين أنكروا هذا على أبي عبيدة هم المفسرون كالطبري. (٤)
٣ - اللغويين والنحويين.
رُبَّما يعبر المفسرون كالسمعاني بأهل المعاني بما يوحي أنه يعني به النحويين خاصة في مثل قوله:«قال أهل المعاني من أرباب النحو»(٥) ومثل ذلك قول ابن جُزَيٍّ الكلبي: «وصنف في معاني القرآن جماعة من النحويين كأبي إسحاق الزجاج، وأبي علي الفارسي، وأبي جعفر النحاس». (٦) وقال الرازي: «وهذا قولُ جَميعِ أهل المعاني والعربية». (٧) ولذلك عَرَّفت مُحققةُ «معاني القرآن» للأخفش معانيَ القرآنِ بأَنَّهُ: «التفسير النحوي للقرآن». (٨)
٤ - البلاغيين.
وربما عنى المفسرون بأهل المعاني أهل العناية بالبحث في بلاغة القرآن خاصة، ولا سيما ما سُمِّي بعلم المعاني منه، وكثيرًا ما ينقل
(١) هو الأعشى. (٢) انظر: ديوانه ٨١ (٣) تفسير السمعاني ١/ ٤٥٩ - ٤٦٠. (٤) انظر: تفسير الطبري (هجر) ٧/ ٢٩٣، المحرر الوجيز ٤/ ٢٠١ - ٢٠٢. (٥) تفسير السمعاني ٢/ ٨٣، ٣/ ٧٥. (٦) التسهيل لعلوم التنزيل ١/ ١٠. (٧) المصدر السابق ٢١/ ٧٠. (٨) مقدمة تحقيق معاني القرآن للأخفش لهدى قراعة ١/ ٣٣.