وهذا النصُّ منقول من «الكامل» ضمن قصة يقول فيها: «وحدثني بعض أصحابنا أن رجلًا من الأعارب تقدم إلى سَوَّارٍ - وهو القاضي سَوَّارُ بنُ عبدالله - في أمرٍ فلم يصادف عنده ما يُحبُ، فاجتهد فلم يظفر بحاجته، قال فقال الأعرابي وفي يده عصًا:
بِأَنَّنِي أَخْبِطُ في لَيْلَتي ... كَلْبًا، فَكانَ الكلبُ سَوَّارا
ثم انحنى على سَوَّارٍ بالعصا حتى مُنِعَ» (٣).
كما ينقل الزمخشري كذلك عن الفراء كثيرًا، كما في قوله: «{وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}[الفرقان: ٦٧](٤) ... وأجاز الفراء أن يكون {بَيْنَ ذَلِكَ} اسم كان. على أنه مبني لإضافته إلى غير متمكن، كقوله:
لَمْ يَمنعِ الشّرْبَ منها غَيْرَ أَنْ نَطَقَتْ (٥)
وهو من جهة الإعراب لا بأس به» (٦). وهذا الشاهد منقول عن كتاب الفراء (٧).
(١) الكشاف ١/ ٤١٩، وقد احتج بالشاهد هنا على غير الوجه الذي أورده له سيبويه ١/ ٣٤٤. (٢) الكشاف ٢/ ٤٧٤. (٣) الكامل للمُبَرِّد ٢/ ٥٦٢ - ٥٦٣. (٤) الفرقان ٦٧. (٥) صدر بيت لأبي قيس بن الأسلت الأنصاري، وعجزه: ............................... ... حمامةٌ في سحوقٍ ذات أوقالِ انظر: ديوانه ٨٥، وشرح أبيات معاني القرآن للدكتور ناصر حسين علي ٢٩٨. (٦) الكشاف ٣/ ٢٩٣. (٧) انظر: معاني القرآن ١/ ٣٨٣.