قوله:(وَحِرْفَةٍ دَنِيّةٍ ودِبَاغَةٍ، وحِيَاكَةٍ (٣)) اختياراً أشار بِهِ لقول ابن محرز: [لا](٤) تردّ شهادة ذوي الحرف [١٢٥ / أ] الدنية كالكناس والدباغ والحجّام والحائك إِلا ممن رضيها اختياراً ممن لا تليق بِهِ؛ لأنها تدل عَلَى خبلٍ فِي عقله، وعنه نقلها ابن شاس (٥)، وعَلَيْهِ اقتصر ابن عرفة فِي " مختصره "، ونقل عنه البرزلي أنّه كَانَ يقول: الحياكة (٦) بحسب البلدان، وهي فِي إقليم إفريقية من الصناعات الرفيعة يستعملها وجوه الناس.
قال ابن عبد السلام: وقد ألحق بعض الفضلاء من أهل المذهب وبعض الأئمة خارج المذهب بمن اضطر إِلَى هذه الحرف من قصد باستعمالها، كسر نفسه، ومباعدتها من الكبر، وتخليقها بأخلاق الفضلاء، كما قد اشتهر ذلك عن جماعة.
قوله:(وَإِدَامَةِ شِطْرَنْج) قال أبو عبد الله بن هشام اللخمي فِي " لحن العامّة " ويقولون: شَطرنج بفتح الشين، وحكى ابن جني أن الصواب: كسرها ليكون عَلَى بناء
(١) انظر: تهذيب المدونة، للبراذعي: ٤/ ٤٢٢. (٢) قلت: لم أقف على هذا النص في مختصر خليل رحمه الله، ولا في شروحه المتوفرة وهو غير موجود بأصل المختصر لدينا. (٣) في (ن ٢)، و (ن ٣): (وحكاية). (٤) ما بين المعكوفتين ساقط من: الأصل، و (ن ٢)، و (ن ٣). (٥) انظر: عقد الجواهر الثمينة، لابن شاس: ٣/ ١٠٣٢. (٦) في (ن ٣): (الحكاية).