فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أستأنِسُ؟ قال:"نَعَم". قال: فرفعْتُ رَأْسي فَما رَأيتُ في البَيتِ إلَّا أَهَبَةً ثَلاثةً. قال: فَقُلتُ يا رَسولَ اللهِ، ادعُ اللهَ أن يوسِّعَ على أُمَّتِكَ، فقد وَسَّعَ على فارِسَ والرُّومِ وهُم لا يَعْبُدُونهُ، فاستَوى جَالِسًا، فقال:"أفِي شَكٍّ أنتَ يا ابن الخَطَّابِ؟ أُولئكَ قَومٌ عُجِّلَت لَهُم طيِّباتُهم في الحَياةِ الدُّنيا". قال: وَكانَ أقسمَ أن لا يَدخُلَ على نِسائِهِ شَهرًا، فعاتَبهُ اللهُ في ذلكَ، وَجعلَ لهُ كَفَّارةَ اليَمينِ.
قال مَعمرٌ: فَأخبرني أيُّوبُ أنَّ عَائشةَ قالت لهُ: يا رَسولَ اللهِ، لا تُخبِرْ أزوَاجكَ أنِّي اخْتَرتُكَ، فقال النبيُّ ﷺ:"إنما بَعَثني اللهُ مُبلِّغًا ولم يَبعَثْنِي مُتعنِّتًا"(١).
(١) إسناده صحيح، وقد سلف مختصرًا بقصة الحصير برقم (٢٦٢٩)، وذكرنا هناك تخريجه. قوله: "مشربة" الغرفة والعِلِّية. =