"كان رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يعوّذ الحسن والحسين: أُعِيذُكُما بِكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ وَهامَّةِ، وَمِنْ كُلّ عَيْنٍ لامَّةٍ ويقول: إنَّ أباكُما كان يُعَوِّذُ بِها إسْماعِيلَ وَإسْحاقَ" صلى الله عليهم أجمعين وسلم.
قلتُ: قال العلماء: الهامَّة بتشديد الميم: وهي كلّ ذات سمّ يقتل كالحيّة وغيرها، والجمع الهوامّ، قالوا: وقد يقع الهوامّ على ما يدبّ من الحيوان وإن لم يقتل كالحشرات. ومنه حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه "أيُؤْذِيكَ هَوَامُّ رأسِكَ؟ " أي القمل. وأما العين اللامّة بتشديد الميم: وهي التي تُصيب ما نظرت إليه بسوء.
٩٦ ـ بابُ ما يُقالُ على الخُرَّاجِ والبَثَرَةِ ونحوهما
في الباب حديث عائشة الآتي (١) قريبًا في باب ما يقوله المريض ويُقرأ عليه.
[١/ ٣٤٣] روينا في كتاب ابن السني، عن بعض أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم قالت:
دخل عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقد خرجَ في أصبعي بثرة، فقال:"عِنْدَكِ ذَرِيرَةٌ؟ " فوضعها عليها وقال: "قُولي اللَّهُم مُصَغِّرَ الكَبِيرِ وَمُكَبِّرَ الصَّغِيرِ صَغِّرْ ما بِي. فطفئت".
[٣٤٣] ابن السني (٦٤٠)، والنسائي (١٠٣١) في "اليوم والليلة" وإسناده عند النسائي صحيح، وهو في مسند أحمد ٥/ ٣٧٠. وقال الحافظ ابن حجر: أخرجه ابن السني، وخالف في سياق المتن ظاهره، واتفاق الأئمة على خلاف روايته، دالّ على أنه وقع له في سنده وهم، فإنه قال: بنت أبي كثير ... وقال الحافظ: وَعَجَبٌ من عدول الشيخ ـ أي النووي ـ عن التخريج من كتاب النسائي مع تشدده وعلّوه، إلى كتاب ابن السني مع تساهله ونزوله. الفتوحات ٤/ ٤٨ـ٤٩.