عن البراء بن عازب رضي الله عنهما أنه قال له رجل: أفررتم يوم حُنين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال البراء: لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفرّ، لقد رأيته وهو على بغلته البيضاء، وإن أبا سفيان بن الحارث آخذ بلجامها، والنبيّ صلى الله عليه وسلم يقول:"أنا النَّبِيُّ لا كَذِبْ، أنا ابْنُ عَبْد المُطَّلِبْ" وفي رواية "فنزلَ ودعا واستنصرَ".
[٢/ ٥١٤] وروينا في صحيحيهما، عن البراء أيضًا قال:
رأيتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم ينقلُ معنا التراب يومَ الأحزاب، وقد وارى الترابُ بياضَ بطنه وهو يقول:
"اللَّهُمَّ لَوْلا أنْتَ ما اهْتَدَيْنا ... وَلا تَصَدَّقْنا وَلا صَلَّيْنا
عن أنس رضي الله عنه قال: جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق وينقلون التراب على مُتُونهم ـ أي ظهورهم ـ ويقولون: نَحْنُ الَّذِينَ بايَعُوا مُحَمَّدًا، على الإِسْلام، وفي رواية: على الجِهادِ ما بَقِينا أبَدًا، والنبيّ صلى الله عليه وسلم يجيبهم "اللَّهُمَّ إنَّهُ لا خَيْرَ إِلَاّ خَيْرُ الآخِرَةِ، فَبارِكْ في الأنْصَارِ والمُهاجِرَة".
[٥١٣] البخاري (٤٣١٧)، ومسلم (١٧٧٦)، والترمذي (١٦٨٨). [٥١٤] البخاري (٤١٠٦)، ومسلم (١٨٠٣)، وهو في "عمل اليوم والليلة" للنسائي برقم (٥٣٣). [٥١٥] البخاري (٤١٠٠)، وهو في مسلم (١٨٠٥)، والترمذي (٣٨٥٦).