ذكره السَّخاويُّ في "الضوء"(١)، وقال: يُعرَف بموفَّق الدَّين العَبَّاسِي. وُلدَ سَنَةَ إحدى وثَلاثينَ وثمانِ مئة بحماةَ، ونشأ بها، وحَفِظَ القُرآنَ، و"المُحرَّر" في فقه الحنابلة، وألفِيَّتَي النَّحو والحَديث، و"الشذور". وعَرضَ على جَماعةٍ، واشتغلَ في العَربيَّة والفِقه على الشَّمس محمَّدِ بن خَليل الحَمَوي الحَنبلي، وكَذا في الفِقه على غَيرِه. ونابَ عن أبيه في قَضاءِ حَماة، ثم استقَلَّ به حينَ كُفَّ، وذلك بعد السَّتَّين، ولكنَّه لم يُباشِرْهُ، ثُمَّ تركَه لولَدِهِ الأكبر أبي الفَضل محمَّد، واستقرَّ هو في نَظَرِ الجَيْش بدمشقَ، سنةَ تسعٍ وسَبعين، ثم انفصَلَ عنه بالشَّهاب ابنِ النَّابُلُسِي، في صَفَر، سَنةَ ثمانينَ، ثم أُعيدَ إليه سنة اثنتين وثمانين، ثم انفَصَل بالشَّهاب ابنِ الفُرْفُور، سَنة سِتًّ وثَمانِين، ثم وليَ كِتابةَ سِرَّها سنةَ تِسعين، بعد النَّجَم ابنِ الخَيضَري، ثم انفصل عنها سَنة اثنتينِ وتِسعين، بأمينِ الدَّين الحُسْبَانِي، وأُعيدَ لنظَرِ الجَيشِ بعد وفَاةِ عَبدِ القادرِ الغزَّاوي، مُستَهلَّ ربيعِ الأوَّل، سنةَ ثلاثٍ وتِسعين وثمانِ مئة، ثم أُضيفت كِتابةُ السَّر لولَدِهِ حينَ وصَل صاحبُ التَّرجمةِ القاهِرةَ، ورجَعَ لبلَدِهِ فتوعَّكَ في توجُّهِهِ، ولم يلبَثْ أن ماتَ، في عاشر رَمضان، سَنة ثلاث وتِسعينَ وثمانِ مئة. انتهى.