وقوله:"سَنَهْ" قد أسلفنا في البخاري عن عبد الله -وهو ابن المبارك- أنها بالحبشة حَسِنَة. وفي رواية:"سَنَّا سَنَّا"(١)، وفي أخرى:"سَنَّاهْ سَنَّاهْ"(٢)، قَالَ صاحب "المطالع": كلها بفتح السين وشد النون إلا عند أبي ذر فإنه خفف النون، وعند القابسي كسر السين.
وقوله: ("أَبْلِي وَأَخْلِقِي") أي: أنعمي والبلاء للخير والشر؛ لأن أصله الاختبار، وأكثر ما يستعمل في الخير مقيدًا، ولأبي ذر والمروزي:"أخلفي" بالفاء، والمشهور بالقاف من إخلاق الثوب، ومعناه: بالفاء أن يكتسب خلفه بعد بلائه، يقال: خلف الله لك، وأَخْلَفَ رُباعي، وهو الأَشْهر؛ ذكره عياض (٣)، وقال ابن بطال: هو كلام معروف عند العرب ومعناه الدعاء بطول البقاء. قَالَ صاحب "العين": يقال: أَبْلِ وأَخْلِفْ، أي: عش فخرِّقْ ثيابك وارْقَعْها، وخلفت الثوب، أي: أخرجت باليه ولفَقْتُهُ. (٤)
وقوله:(زبرني) هو بفتح أوله يعني: انتهرني، عن أبي علي.
(١) ستأتي برقم (٥٨٤٥) كتاب اللباس، باب ما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا. (٢) ستأتي برقم (٣٨٧٤) كتاب مناقب الصحابة، باب هجرة الحبشة. (٣) "مشارق الأنوار" ١/ ٢٣٩. (٤) "شرح ابن بطال" ٥/ ٢٣٢.