قال الفراء: يريد: فلكزه، وفي قراءة عبد الله:(فَنكَزهُ). وكلٌ سواء (١).
قال المفسرون: وكزه موسى وكزة بجمع كله فقتله، وهو قوله:{فَقَضَى عَلَيْهِ} أي: قتله. قاله ابن عباس والمفسرون (٢).
قال أبو عبيدة: كل شيء فرغت منه، فقد قضيت عليه وقضيته (٣).
قال المبرد: قضى عليه كقولك: أتى عليه، أي: صادف أجله، ومنه قول جرير:
أيُفايشُون وقد رأوا حُفَّاثهم ... قد عَضَّه فَقَضَى عليه الأشجعُ (٤)
أي: قتله. قال المفسرون: كان موسى شديد البطش، قد أوتي بسطة في الخَلْق، وشدة في البطش، ضَبَثَ (٥) بعدوه فوكزه وكزة قتله منها، وهو لا يريد قتله، فـ {قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}(٦) أي: هذا القتل من تسبب
(١) "معاني القرآن" ٣/ ٣٠٢. و"غريب القرآن" لابن قتيبة ٣٣٠. وذكر قراءة عبد الله الثعلبي ٨/ ١٤٣ أ. وفي "الدر المصون" ٨/ ٦٥٧: والفرق بين الوكز واللكز: أن الأول بجميع الكف، والثاني بأطراف الأصابع، وقيل: بالعكس. والنكز كاللكز. (٢) أخرجه أبو يعلى ٥/ ١٦، عن ابن عباس. و"تفسير مقاتل" ٦٤ أ. و"معاني القرآن" للفراء ٣/ ٣٠٢. و"غريب القرآن" لابن قتيبة ٣٣٠. و"تفسير الثعلبي" ٨/ ١٤٣ أ. و"وضح البرهان" ٢/ ١٤٨. (٣) "تفسير الثعلبي" ٨/ ١٤٣ أ. بنصه، ولم ينسبه. وكذا عند ابن قتيبة، "غريب القرآن". وفي "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ٩٩، أي: فقتله وأتى على نفسه. (٤) "ديوان جرير" ٢٧٠، من قصيدة يهجو فيها الفرزدق، ومعنى الفياش: المفاخرة. "لسان العرب" ٦/ ٣٣٣، واستشهد ببيت جرير على ذلك. والحفاث: حية عظيمة. "لسان العرب" ٢/ ١٣٨ (حفث). (٥) الضَّبْث: قبضك بكفك على الشيء. "تهذيب اللغة" ١٢/ ٧ (ضبث). (٦) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ٤٥، وابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٥٥، عن ابن إسحاق. وأخرجا نحوه عن قتادة، وأخرج نحوه عن ابن عباس ابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٥٤. و"تفسير الثعلبي" ٨/ ١٤٣ أ.