فرفعت رأسي؛ فإذا أنا بأقدام القوم، فقلت: يا نبي اللَّه! لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا، قال:"اسكت يا أبا بكر، اثنان اللَّه ثالثهما".
١٧٩٦ - وعن أبي سعيد قال: جاء أعرابي إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فسأله عن الهجرة، فقال:"ويحك، إن الهجرة شأنها شديد، فهل لك من إبل؟ " قال: نعم، قال:"فتعطي صدقتها؟ " قال: نعم، قال "فهل تمنح منها؟ " قال: نعم، قال "فتحلبها يوم وِرْدِها؟ (١) " قال: نعم، قال:"فاعمل من وراء البحار، فإن اللَّه لن يَتِرَكَ من عملك شيئًا".
الغريب:
وَ"هَل"(٢): بفتح الهاء، وَهْمِي. "بَرْكَ الغِمَاد": موضع أسيح في الأرض، أذهب فيها لعبادة اللَّه، وقد تقدم القول على قوله:"تصل الرحم. . . "، الكلام إلى آخره في أول الكتاب.
و"يتقذَّف عليه": يترامون عليه مزدحمين، وهو معنى:"يتَقَصَّفُ" الذي رواه الأصيلي. "نُخْفِرك": مضموم النون رباعيًا، ننقض جوارك. و"نَخْفِرُك": ثلاثيًا: مفتوح النون، بخيرك. و"الذّمّة": العهد. "على رِسْلك": على رفقك. و"الظَّهِيرة": شدة حر وسط النهار. و"نَحْرُها": أولها.
(١) في "صحيح البخاري": "ورودها". (٢) كذا في المخطوط، وفي الرواية: "وَهَلى"؛ ولذا فسرها بياء المتكلم، وكذلك: "يتقذف" بعده.