"قال البخاري: ثعلبة بن يزيد الحماني؛ فيه نظر، لا يتابع عليه في حديثه هذا". زاد ابن عساكر:
"قال البيهقي: كذا قال البخاري، وقد رويناه بإسناد آخر عن علي؛ إن كان محفوظاً".
قلت: يعني: الإسناد الذي قبله، وقد عرفت آنفاً غمز البيهقي من صحته.
ومع أن البخاري قال في ترجمة الحماني هذا (١/ ٢/ ١٧٤) :
"سمع علياً، روى عنه حبيب بن أبي ثابت، يعد في الكوفيين، فيه نظر ... "، ثم ذكر الحديث، وقال:
"لا يتابع عليه".
ورواه ابن عدي عنه في "الكامل"(ق ٤٨/ ٢) ؛ فإن هذا قال في آخر ترجمته:
"وأما سماعه من علي؛ ففيه نظر؛ كما قاله البخاري"!
قلت: وكأنه فهم من قول البخاري: "فيه نظر"؛ أي: في سماعه!
والمتبادر أنه يعني الرجل نفسه، وسماعه صريح في رواية لابن عساكر بلفظ:
قال: سمعت علياً على المنبر وهو يقول (١) ...
وكذا في "مسند أبي يعلى"(١/ ٤٤٢/ ٣٢٨) في حديث آخر.
لكن في ثبوت ذلك عنه عندي نظر حقاً؛ فإن حبيباً - الراوي عنه - مدلس
(١) ورواه البزار أيضاً (٣/٢٠٣/٢٥٦٩ و ٢٠٤/٢٥٧٢) ، وفيه قول علي: لتخضبنّ هذه من هذه؛ للحيته من رأسه. ورواه أحمد (١/١٣٠) ، وأبو يعلى (١/٤٤٣) بإسناد آخر عن عبد الله بن سبيع عن علي.