ومن تأمل كلام الماضين، تفتقت له ينابيع الحِكمة، وفَصل الخِطاب، وتجلَّت له بلاغة المنطق، وتفتحت له أبوابها.
وأما كلام الفاروق عمر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فهو البحر الذي لا يُساجَل (٢)، والجمّ الذي لا يحافَل (٣)، وهو دائرٌ على أقطاب (٤) ثلاثة؛ كنحو تلك الأقطاب التي دارت عليها بلاغة أبي السبطين علي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.
(١) الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي: ٢/ ٦٦ (٢) لا يُساجَل: لا يغالب في الامتلاء وكثرة الماء. (٣) لا يحُافَل: لا يغالب في الكثرة، من قولهم: ضرع حافل: ممتلئ كثير اللبن، والمراد أنّ كلامه لا يقابل بكلام غيره لكثرة فضائله. (٤) أقطاب: أصول.