أكثرهن كن متجالات، وأن المداواة قد لا يكون فيها لمس ومباشرة.
وقوله:" وأبو طلحة بين يدى النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مجوب عليه بحجفة "، قال الإمام: يعنى مترسًا يقيه بالحجفة، وهى الترس، والجوب: التُّرس.
وقوله:" وكان أبو طلحة رامياً شديد النزع ": يعنى شديد الرمى بالسهام.
قال القاضى: وفيه التترس (١) والتوقى من العدو، وفضل الرمى، وجواز قول الرجل للآخر: بأبى أنت وأمى، وتفديته؛ لقول أبى طلحة ذلك، ولقول غير واحد ذلك للنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم ينكره. وقد كره بعض العلماء التفدية بالآباء، وقال: لا يفدى بمسلم أحدٌ، وإنما فدى هؤلاء بأبيهم لأنهم مشركون، ورويت فى ذلك آثار ولم تثبت. وقد فدى أبو بكر النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبوه مسلم، وفدته عائشة - رضى الله عنها - فى حديث أم زرع فى بعض الروايات. وقوله من السلف بعضهم لبعض غير منكر والمراد به التعظيم وغاية البر.
وقوله:" أرى خدم سوقها " أى خلاخيلِهن. والسوق جمع ساق، وواحد الخدم خدمة. وقيل. هى سور كالحلقة تجعل فى الرجل.
قال الإمام: وفى حديث سلمان أنه رىء على حمار وخدمتاه تذبذبان: أراد بخدمتيه: ساقيه، فسميتا بذلك لأنها موضع القدمين [وهى الخلخالين](٢)[ويقال: أريد بهما مخرج الرجل من السراويل](٣)، ومنه الحديث: [" بادية خدامهن "، أى ظاهرة خلاخلهن، ومنه قيل: فرس مخدم إذا كان أبيض الرسغين] (٤).
(١) فى س: التتريس. (٢) فى ع: وهما الخلخالا. (٣) و (٤) سقط من الأصل، والمثبت من ع، س.