وتأمل عاقبة هذه المرأة التي كانت تصوم النهار وتقوم الليل، ولكنها سيئة الخلق في معاملتها مع جيرانها.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله! إنَّ فلانة تقوم الليل وتصوم النهار، وتفعل وتصدق، وتؤذي جيرانها بلسانها؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا خَيرَ فيها، هِيَ من أهل النار". قالوا: وفلانة تصلي المكتوبة وتصدق بأثوار (قطع من الأقط، وهو لبن جامد) ولا تؤذي أحدًا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هيَ من أهل الجَنَّةِ" (٢).
وعن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ مِنْ أَحَبِّكُم إِلَيَّ وَأقرَبِكُم مِنِّي مَجلِسًا يَومَ القِيَامَةِ، أَحَاسِنَكُم أَخلَاقًا، وإِن مِن أَبغَضِكُم إِلَيَّ وَأَبعَدِكُم مِنِّي يَومَ القِيَامَةَ الثَّرثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيهِقُونَ"، قالوا: يا رسولَ الله، قَدْ عَلِمنَا الثَّرثَارِينَ وَالمُتَشَدقِينَ، فَما المُتَفَيهِقُونَ؟ قال: "المُتَكَبرُونَ" (٣).
[٧ - علو الهمة]
الهمة لغة: "هي بالكسر: أول العزم، وقد تطلق على العزم القوي،
(١) المصدر السابق. (٢) صحيح. أخرجه أحمد (٢/ ٤٤٠)، والبخاري في "الأدب المفرد" (١١٩)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ١٦٦)، وصححه ووافقه الذهبي. (٣) حسن. أخرجه الترمذي (٢٠١٨)، وقال: حسن غريب، وحسنه الألباني في "الصحيحة" (٧٩١).