بعد أن أمر الله تعالى عباده بعبادته وحده لا شريك له، والخضوع، والإخلاص له، والانقياد لأوامره، والانتهاء عن الإشراك به -عطف عليه الإحسان إلى الوالدين، والبر بهما، ودفع الأذى عنهما، وهذا يدل على عظم حقهما في هذه الآية الكريمة، والآيات في هذا الباب كثيرة.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: مرَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على عبدِ اللهِ بن أبي ابن سَلُولَ، وهُوَ في ظِل أَجَمَةٍ، فقال: قد غبَّر عَلينا ابنُ أَبي كَبشَةَ. فقال ابنُهُ عبدُ اللهِ بنُ عبدِ اللهِ: والذي أَكرَمَكَ وأَنزَلَ عليك الكتابَ إن شِئتَ لآتينك برأسهِ. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا، ولكن بِرَّ أباكَ، وَأَحسِن صُحبَتَه"(١).
والأحاديث في هذا المعنى وفيرة، وأحيلك -أخي القارئ- على كتابي (بر الوالدين آداب وأحكام)(٢) فإنه نافع بإذن الله تعالى في هذا الباب.
(١) حسن. أخرجه ابن حبان (٤٢٩ - الإحسان)، وحسن الألباني سنده في "الصحيحة" (٣٢٢٣). (٢) وهو حاليا في طبعته الحادية عشر. مكتبة غراس. بحمد الله تعالى.