وقال رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِن أَولَ النَّاسِ يُقضَى يَومَ القِيَامَةِ عَلَيهِ رَجُلٌ اشتُشهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فعرفه نِعَمَهُ فعرفها. قال: فما عَمِلتَ فِيهَا؟ قال: قَاتَلتُ فِيكَ حتَّى اشتُشهِدتُ. قَالَ: كذبت، وَلَكِنكَ قَاَتلتَ لِأَن يُقَالَ جَرِيءٌ. فقد قِيلَ. ثم أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجهِهِ حتى أُلقِي فِي النَّارِ، ورَجُل تَعَلمَ العِلمَ وَعَلمَهُ وَقرَأَ القُرآنَ. فَأُتِيَ بهِ فَعَرفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفهَا. قال: فَمَا عَمِلتَ فيهَا؟ قال: تعَلمتُ العِلمَ وَعَلَّمتُهُ وَقرَأتُ فِيكَ القُرآنَ. قال: كذبت، وَلَكِنكَ تَعَلمتَ العِلمَ لِيُقَالَ عَالِم. وَقَرَأتَ القُرآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارئٌ. فقد قيلَ. ثم أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجهِهِ حتى أُلقِيَ فِي النارِ"(٢).
قال سفيان الثوري:"ما عالجتُ شيئًا أشد عليَّ من نيتي"(٣).
وصح عن الإمام الشافعي -رحمه الله- أنه قال: وَدِدتُ أن الناسَ انتفعوا بهذا العلمِ وما نُسِبَ إليَّ منه شَيء.
وقال المحدث سفيانُ بن عيينةَ -رحمه الله- كنتُ قد أوتيتُ فَهمَ القرآنِ، فلما قبلتُ الصُّرةَ من أبي جعفرٍ (أي المنصور) سُلِبتُهُ، نسألُ الله المسامَحَةَ (٤).
(١) وانظر أيضاً "مدارج السالكين" (٢/ ٩١)، و"المفردات" (١٥٥). (٢) أخرجه مسلم (١٩٠٥) في كتاب الإمارة، باب: من قاتل للرياء والسمعة استحق النار. (٣) "تذكرة السامع والمتكلم" (٨٠). (٤) "الدر النضيد في أدب المفيد والمستفيد" (١١٨).