قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "إن الله فرض علينا تعزير رسوله وتوقيره، وتعزيره: نصره ومنعه، وتوقيره: إجلاله وتعظيمه، وذلك يوجب صون عرضه بكل طريق بل ذلك أول درجات التعزير والتوقير"(١).
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: "والتوقير وهو الاحترام والإجلال والإعظام"(٢).
قلت: ومن الأدب معه توقيره حتى بعد مماته، كما لو كان بين أيدينا.
قال القاضي عياض -رحمه الله-: "واعلم أن حُرمة النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد موتهِ وتوقيرهُ وتعظيمهُ لازمٌ كما كان حال حياته، وذلك عند ذكرهِ - صلى الله عليه وسلم - وذكرِ حديثهِ وسُنتهِ وسماعِ اسمهِ وسيرتهِ، ومُعاملةِ آله وعترتهِ وتعظيمِ أهلِ بيتهِ وصحابتهِ. قال أبو إبراهيم التُّجِيبي: واجبٌ على كُل مُؤمن -متى ذكرهُ، أو ذُكرَ عِندَه - أن
(١) "الصارم المسلول" (١٦٩). (٢) "تفسير ابن كثير" (٧/ ٣١٢).