ما تنقم الحرب العوان منّى ... بازل (٢) عامين حديث السّنّ
لمثل هذا ولدتنى أمّى
وقال آخر، فجمع بين الطاء والدال لتقاربهما:
إذا ركبت فاجعلونى وسطا ... إنّى كبير لا أطيق العنّدا (٣)
العنّد: جمع ناقة عنود، وهى التى لا تستقيم فى سيرها، وهذا يسمّى فى عيوب القوافى الإكفاء.
وممّا جاء فيه النداء تعجّبا قول الحطيئة (٤):
طافت أمامة بالرّكبان آونة ... يا حسنه من قوام ما ومنتقبا
أراد: ما أحسنه من قوام، كما أراد الراجز: ما أرواها اليوم، على الماء المسمّى بمبين، ونصب «منتقبا»، بالعطف على موضع (٥)«من قوام» و «ما» زائدة، والمنتقب: موضع النّقاب، وآونة: جمع أوان، ومثله من التعجّب بلفظ النداء قول امرأة من طيئ:
(١) تنسب هذه الأبيات لأبى جهل، كما ترى، وتنسب لأمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه. والأبيات فى غير كتاب. انظر سيرة ابن إسحاق، برواية ابن هشام ١/ ٦٣٤، والقوافى للأخفش ص ٥٣، والمقتضب ١/ ٢١٨، والغربيين ١/ ١٦٢، والأمثال لأبى عكرمة ص ٤٤. والخزانة ١٠/ ١١٠،١١/ ٣٢٥، وشرح أبيات المغنى ١/ ٢٥٤،٨/ ٦٨. (٢) يروى برفع اللام ونصبها وخفضها: فالرفع على الاستئناف، والنصب على الحال، والخفض على الإتباع، أى على البدل من ياء «منّى» أو البيان. مجالس العلماء للزجاجى ص ٥٨، ومعجم الأدباء ٥/ ١١٠. (٣) استفاضت كتب العربية بهذين البيتين. راجع القوافى للأخفش ص ٥٨، وللتنوخى ص ١٢٢، ومجاز القرآن ١/ ٢٩١،٣٣٧،٢/ ٢٧٥، وتفسير الطبرى ١٥/ ٣٦٧، والمقتضب ١/ ٢١٨، والمغنى ص ٧٥٩، وشرح أبياته ٨/ ٦٩، والخزانة ١١/ ٣٢٣، وغير ذلك كثير. (٤) أول بيت فى ديوانه-ص ٥ - برواية ابن السّكّيت. والخصائص ٢/ ٤٣٢، وشرح الشواهد للعينى ٣/ ٢٤٢، والتصريح ١/ ٣٩٨، والهمع ١/ ٢٥١، وشرح الأشمونى ٢/ ٢٠٠. (٥) وموضعه النصب على التمييز.