وانتصاب «نهسا وحزّا» بتقدير: نهسنى نهسا، وحزّنى حزّا، وإضمار ناصب المصدر المأخوذ من لفظه كثير الاستعمال، كقولهم: «ما أنت إلا نوما وما أنت إلاّ أكلا وشربا (٥)» يريدون: تنام نوما، وتأكل أكلا، وتشرب شربا، ويجوز أن يكون انتصاب «نهسا وحزّا» على الحال، ووقوع المصدر فى موضع اسم الفاعل،
(١) هذا من شواهد الأدب السيّارة، انظر مع المراجع المذكورة فى حواشى كتاب الشعر: التمثيل والمحاضرة ص ٦٤، وبهجة المجالس ١/ ٤٧٤. (٢) كتب بإزاء هذا بحاشية الأصل: «العرق: العظم بما عليه من اللحم. [وجمعه عراق] وهو أحد الأسماء التى جاءت بضم الفاء. عن ابن السكيت». وقد حكى بعض هذا عن ابن الشجرىّ: البغدادىّ فى شرح أبيات المغنى ٢/ ١٨٨، وما بين الحاصرتين أثبتّه منه. وكلام ابن السكيت فى إصلاح المنطق ص ٣١٢، واللسان (عرق). (٣) بالسين المهملة، وسيأتيك الفرق بينه وبين «النهش» بالشين المعجمة. (٤) فى هـ: «القرض» بالقاف. وهو بالفاء فى الأصل واللسان (حزز-فرض) وفى حديث عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، «أنه اتخذ عام الجدب قدحا فيه فرض» قال ابن الأثير: الفرض: الحزّ فى الشىء والقطع. النهاية ٣/ ٤٣٣. (٥) فى هـ: «ما أنت إلاّ أكلا وشربا يريدون تنام نوما. . .».