فقال الحسنُ: وَلِّ حارَّها مَن تولّى قارَّها (١) - فكأّنه وجدَ عليه- فقال: يا عبد الله بنَ جعفر! قُمْ فاجْلِدْهُ، فجلَدَهُ، وعليٌّ يَعُدُّ، حتى بلغَ أربعينَ. فقال: أَمسِكْ. ثم قالَ: جلدَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أربعين، وأبو بكرٍ أربعينَ وعمرُ ثمانين، وكلٌّ سنةٌ. وهذا أحبّ إليّ. م (٢).
٧٢٨ (٣٥٩) - عن أبي بُردة البلويّ؛ أنَّه سَمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ:"لا يُجْلَد (٣) فوقَ عشرةِ أسواطٍ، إلا في حدٍّ مِن حُدودِ الله". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (٤).
(١) "هذا مثل من أمثال العرب. قال الأصمعي: معناه: ولِّ شدتها من تولى هنيئها. والقارّ: البارد. ويعني الحسن بهذا: ولِّ شدة إقامة الحد من تولى إمرة المسلمين، وتناول حلاوة ذلك". قاله القرطبي في "المفهم" (٥/ ١٣٥). (٢) رواه مسلم (١٧٠٧). (٣) زاد مسلم: "أحد"، ولفظ البخاري: "لا تجلدوا فوق ... ". (٤) رواه البخاري (٦٨٥٠)، ومسلم (١٧٠٨).