أي: إذا وقف، وتأتي "وجد" بمعنى: أصاب، نحو: وجد زيد ضالته، أي: أصابها، وبمعنى: استغنى، يقال: وجد فلان، أي: استغنى، وتأتي "عد" بمعنى: حسب، بفتح السين نحو عددت المال، أي: حسبته أحسبه، وفي التنزيل:{وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ}[يوسف: ٧٢] وفي الحديث: $"الزعيم غارم"١، وبمعنى: رأس، بالهمزة وتركه، نحو: زعم زيد إذا رأس، ومنه: زعيم القوم هو فلان، أي: رئيسهم، وبمعنى: قال، كقول أبي زبيد الطائي:[من البسيط]
٢٩١-
يا لهف نفسي إن كان الذي زعموا ... حقا وماذا يرد القوم تلهيفي
أي: إن كان الذي قالوه حقا، نص عليه ابن بري٢، وبمعنى: سمن وهزل، يقال: زعمت الشاة بمعنى: سمنت وهزلت، وبمعنى: طمع، قاله في الصحاح٣. وفي حواشيه لابن بري قال ابن خالويه٤: يقال: زعم في غير مَزْعَم، أي: طمع في غير مطمع، وتأتي درى: بمعنى: خدع، نحو: درى الذئب الصيد إذا خدعه واستخفى له ليفترسه. وتأتي "حسب" بمعنى: احمر لونه وابيض، يقال: حسب الرجل إذا احمر لونه وابيض كالبرص.
وتأتي "خال" للعجب، يقال: خال الرجل تكبر وأعجب بنفسه، وبمعنى: ظلع، بالظاء المشالة، يقال: خال الفرس، أي: غمز في مشيه، وغير ذلك. قال الموضح:"وإنما لم نحترز عنها؛ لأنها لم يشملها قولنا أفعال القلوب".
التنبيه "الثاني" من التنبيهين: العرب "ألحقوا "رأى" الحلمية بـ"رأى" العلمية في التعدي لاثنين" بجامع إدراك الحس الباطن، كقوله تعالى:{إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا}[يوسف: ٣٦] ، فـ"أرى" عملت في ضميرين متصلين لمسمى
٢٩٠- الرجز للعجاج في ديوانه ٢/ ٢٤، ٢٥، ولسان العرب ١٤/ ١٦٦ "حجا"، وتاج العروس ٢٤/ ١٧٩، "عكف"، "حجا". ١ أخرجه ابن ماجه في كتاب الصدقات برقم ٢٣٩٨، وأحمد في المسند ٥/ ٢٧٦. ٢٩١- البيت لأبي زبيد الطائي في ديوانه ص١٢٠، وخزانة الأدب ٩/ ١٣١، ولسان العرب ٤/ ٣٢، "أمر"، ٩/ ٣٢٤ "نجف"، وتاج العروس "زعم". ٢ انظر لسان العرب "غرم". ٣ الصحاح ٥/ ١٩٤٢ "غزم". ٤ لسان العرب "زعم".