"أحدها: أن تكون مصدرية، فترادف: أن" المصدرية في المعنى والسبك، إلا أنها لا تنصب. "وأكثر وقوعها" في الماضي والمضارع "بعد "ود" نحو: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ} "[القلم: ٩] أي: الإدهان، "أو" بعد "يود، نحو:{يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ} "[البقرة: ٩٦] أي: التعمير. "ومن القليل قوله قتيلة"، مصغر قتلة، بالقاف والتاء المثناة فوق، بنت النضر بن الحارث الأسدية، تخاطب النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قتل أباها النضر، صبرًا، بالصفراء، بعد أن انصرف من غزوة بدر:[من الكامل]
٨٦٠-
ما كان ضرك لو مننت وربما ... من الفتى وهو المغيظ المحنق
أي: ما كان ضرك منك.
وسبب قتل النبي -صلى الله عليه وسلم- أباها، أنه كان يقرأ أخبار العجم على العرب، ويقول: محمد يأتيكم بأخبار عاد وثمود، وأنا آتيكم بخير الأكاسرة والقياصرة، يريد بذلك أذى النبي -صلى الله عليه وسلم. فلما سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا البيت، وهو من جملة١ أبيات أنشدتها بين يديه، قال٢:"لو سمعته قبل قتله ما قتلته، ولعفوت عنه". ثم قال:
لا يقتل قرشي بعد هذا صبرًا
٨٦٠- البيت لقتيلة بنت النضر في الأغاني ١/ ١٩، وبلاغات النساء ص٢٣٥، ومعجم البلدان "أثيل"، وحماسة البحتري ص٢٧٦، والجنى الداني ص٢٨٨، وخزانة الأدب ١١/ ٢٣٩، والدرر ١/ ١٤٠، وشرح الأشموني ٣/ ٥٩٨، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص٩٦٦، وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٤٨، ولسان العرب ٧/ ٤٥٠ "غيظ"، ١٠/ ٧٠ "حنق" والمقاصد النحوية ٤/ ٤٧١، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ٢٢٣، وتذكرة النحاة ص٣٨، ومغني اللبيب ١/ ٢٦٥، وهمع الهوامع ١/ ٨١. ١ سقطت من "ب". ٢ في "أ" "فقال".