وهو استعظام زيادة في وصف الفاعل خفي سببها، وخرج بها المتعجب منه عن نظائره، أو قل نظيره، قاله ابن عصفور١.
فخرج بـ:"وصف الفاعل" وصف المفعول، فلا يقال: ما أضرب زيدًا، تعجبًا من الضرب الواقع على زيد، وبـ:"خفي سببها" الأمور الظاهرة الأسباب، فلا يتعجب في شيء منها لقولهم:"إذا ظهر السبب بطل العجب" وبـ: "قلة النظائر والخروج عنها" ما تكثر نظائره في٢ الوجود ولا يستعظم، فلا يتعجب منه٣.
"و" التعجب٤ "له عبارات" كثيرة واردة في الكتاب والسنة ولسان العرب، فمن الكتاب "نحو" قوله تعالى: " {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ} "[البقرة: ٢٨]"و" من السنة قوله -صلى الله عليه وسلم- لأبي هريرة -رضي الله عنه: $"سبحان الله، إن المؤمن لا ينجس"٥. "و" من كلام العرب قولهم٦: "لله دره فارسًا". وإنما لم يبوب لها في النحو لأنها لم تدل على التعجب بالوضع بل بالقرينة.
"والمبوب له منها٦ في النحو" صيغتان "اثنتان" موضوعتان له:
١ المقرب ١/ ٧١. ٢ في "أ": "من"، والتصويب من "ب"، "ط". ٣ انظر المقرب ١/ ٧١. ٤ سقطت من "ب". ٥ أخرجه البخاري في كتاب الغسل برقم ٢٨١، ومسلم في الحيض برقم ٣٧١. ٦ سقطت من "ب".