والحاصل أن الفاء تدخل لامتناع الجملة من أن تقع شرطًا. إما لذاتها أو لما اقترن بها من نفي أو إثبات، فالأول ثلاثة أنواع: الجملة الاسمية، والجملة الطلبية، والجملة التي فعلها جامد. والثاني ثلاثة أنواع أيضًا: "ما، ولن، وإن" النافيات. والثالث ثلاثة أنواع أيضًا: "قد" لفظًا أو تقديرًا، و"السين، وسوف".
"وقد تحذف" الفاء في الندرة كقوله -صلى الله عليه وسلم- لأبي بن كعب لما سأله عن اللقطة: "فإن جاء صاحبها وإلا استمتع بها". أخرجه البخاري١. أو "في الضرورة، كقوله"، وهو عبد الرحمن بن حسان -رضي الله عنه٢:[من البسيط]
٥٨٠-
من يفعل الحسنات الله يشكرها ... والشر بالشر عند الله مثلان
أراد: فالله يشكرها.
وعن المبرد أنه منع ذلك مطلقًا، وزعم أن الرواية٣:
من يفعل الخير فالرحمن يشكره ... .........................................
١ أخرجه البخاري في كتاب اللقطة برقم ٢٢٩٤. ٢ في "ط": "عبد الرحمن بن حسان بن ثابت -رضي الله تعالى عنهما". ٨٥٠- البيت لعبد الرحمن بن حسان في خزانة الأدب ٢/ ٣٦٥، ولسان العرب ١١/ ٤٧، "بجل"، والمقتضب ٢/ ٧٢، ومغني اللبيب ٢/ ٥٦، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٣٣، ونوادر أبي زيد ص٣١، ولكعب بن مالك في ديوانه ص٢٨٨، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ١٠٩، وله أو لعبد الرحمن بن حسان في خزانة لأدب ٩/ ٤٩، ٥٢، وشرح شواهد المغني ١/ ١٧٨، ولحسان بن ثابت في الدرر ٢/ ١٨٧، والكتاب ٣/ ٦٥، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ٢٨١، وسر صناعة الإعراب ١/ ٢٦٤، ٢٦٥، وشرح ابن الناظم ص٤٩٩، وشرح شواهد المغني ١/ ٢٨٦، وشرح المفصل ٩/ ٢، ٣، والكتاب ٣/ ١١٤، والمحتسب ١/ ١٩٣، والمقرب ١/ ٢٧٦، والمنصف ٣/ ١١٨، وهمع الهوامع ٢/ ٦٠. ويروى "سيان" مكان "مثلان". ٣ المقتضب ٢/ ٧٢.