﴿إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ﴾ استئنافٌ لبيان وجوبِ الانتهاء عن اتِّباعه، وظهورِ عداوته؛ أي: ما يأمر إلا بالشرِّ، استُعير الأمر لوسوسة الشيطان وتزيينه، شُبِّه في تسلُّطه عليهم بآمرٍ مُطاع، وشبِّهوا في قبولهم لها وطاعتِهم له بالطبع بمأمور مُطيع؛ ليأنفوا فيَرْتدِعوا.
﴿بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ﴾ ما أنكره العقل واستقبحه الشرع، والعطف لاختلاف الوصفين (٢)؛ فإنه سوءٌ لاغتمام العاقل، وفحشاءٌ باستقباحِ الشرع إياه.
وقيل: الفحشاء ما يَظهر قبحُه من المعاصي، أو ما بتجاوز الحدَّ في القبح من العظائم، وَيردُّه قوله تعالى: ﴿كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ﴾ [النجم: ٣٢].
وقيل: السوء ما لاحدَّ فيه، والفحشاء ما يجب فيه الحدُّ.
﴿وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ﴾ القول إذا تعدَّى بـ (على) يكون بمعنى الافتراء؛ أي: وأن يفتروا عليه تعالى، فلا تَعرُّضَ في الآية لاتِّباع الظن.
(١) في "ك" و"م": (يسمى). (٢) في "د": "الوضعين"، وفي "ك": (الموضعين).