﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا﴾ بدل من ﴿إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ﴾؛ أي: إذ تبرأ المتبوعون من الأَتْباع، وقُرئ بالعكس (١)؛ أي: تبرأ الأَتْباع من الرؤساء.
والواو في ﴿وَرَأَوُا الْعَذَابَ﴾ للحال، و (قد) مضمَرة؛ أي: تبرَّأوا في حال رؤيتهم العذاب، وقيل: عطفٌ على ﴿تَبَرَّأَ﴾.
﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ﴾ عطف على ﴿تَبَرَّأَ﴾.
﴿الْأَسْبَابُ﴾ الوُصَلُ التي كانت بينهم من الاتِّفاق على دينٍ واحدٍ، والأنساب، والمحابُّ، وسائر أنواع الاتِّباع والاستتباع. وأصل السبب: الحبل الذي يُرتقَى به الشجر.
﴿وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا﴾ على مَن قرأ فيما سبق بالعكس أن يقرأ هنا على البناء للمفعول.
﴿لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً﴾ الكرُّ: الرجوعُ عن الشيء.
﴿فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا﴾ نصبٌ بناء الجواب؛ لِمَا في (لو) من معنى التمنَي؛ أي: ليت لنا كرةً فنتبرأَ منهم، واستُعيرت لامتناعِ المتمنَّى.
والتبرُّؤ: الانفصالُ، ومنه: برأ (٢) من مرضه: إذا انفصل منه بالعافية.
﴿كَذَلِكَ﴾ نصبٌ على المصدر من ﴿يُرِيهِمُ﴾؛ أي: مثلَ ذلك الإراءِ الفظيع ﴿يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ﴾ يقال: حَسَرَ يَحْسِرُ حَسْرةً وحَسَرًا: إذا كَمِدَ على
(١) انظر: "الكشاف" (١/ ٢١٢) عن مجاهد. (٢) في "ف": (تبرأ).