فيه ولا إشكالَ ولا اشْتِباهَ (١) على أحد، فكتَموه ولبَّسوا على الناس، ففي قوله: ﴿مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى﴾ توبيخٌ لهم وإلزام ببيان استحقاقهم للَّعن (٢) مفخِّمًا لمَا عندهم من السبب بالإبهام والتبيين؛ لأنهم اعتقدوا أنها آيات بينات وهدًى ثم كتموها، ولذلك يلعنهم الله تعالى ويلعنهم اللاعنون أحياءً، وإذا ماتوا على الكفر والكتمان ولم يتوبوا خصَّ بهم اللعنة بسبب ذلك أبدًا سرمدًا.
﴿أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ﴾ اللعن: الإبعاد على وجهِ الطَّرد، وصار في التَّعارُف دعاءً.
﴿وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ الذين يتأتَّى منهم اللعنُ، ويُعتدُّ بلعنهم؟ من الملائكة والمؤمنين من الثقلين.