وما لكم لا تعبدون الذي فطركم، وأَومأ إلى المرادِ بقوله: ﴿وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ مبالغةً في التهديد، وإلَّا لقال: وإليه أَرجعُ، ثم عاد إلى المساق الأول فقال:
﴿وَلَا يُنْقِذُونِ﴾: ولا يَقدرون على إنقاذي مِن ذلك الضرر؛ أي: لا نفعَ مِن جهتهم بالشفاعة ولا دفعَ بالقدرة.
* * *
(٢٤) - ﴿إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾.
﴿إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ تقريعٌ على تركِ عبادةِ خالقِهم إلى عبادة مَن يَضرُّ ولا ينفع، وقد برهنَ في أثناء كلامه على ضلالتهم؛ حيث ذكر أنَّ الله تعالى هو المبدئُ الفاطرُ، وإليه الرجوعُ، ومنه الرحمة العامَّة الشاملةُ، وله القدرة التامَّةُ
(١) عجز بيت تقدم عند تفسير قوله تعالى: ﴿لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا﴾، ومعناه: لا ضب ولا انجحار، وصدره: لا تفزعُ الأرنبَ أهوالها