﴿قُلْ جَاءَ الْحَقُّ﴾: الإسلامُ ﴿وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ﴾؛ أي: زهق الباطل - وهو الشرك - بحيث لم يبقَ له أَثَرٌ ولا يُبدِئ ولا يُعيد، مَثَلٌ في الهلاك؛ لأنَّ الحيَّ إمَّا أنْ يبدئ فعلًا أو يُعيدَه، فإذا هلكَ لم يبقَ له بَداءٌ (١) ولا إعادة، فصار مَثَلًا فيه، ومنه قول عَبيدٍ:
أَقْفَرَ مِن أهلِه عَبيدُ … فاليومَ لا يُبدي ولا يُعيدُ (٢)
وقيل: ﴿الْبَاطِلُ﴾ إبليسُ؛ أي: ما يُنشئ خَلْقًا ولا يُعيده، إنَّما المنشئُ والباعثُ هو اللّهُ تعالى.
وقال الزجَّاج: أيَّ شيءٍ يُنشِئ إبليسُ ويُعيده (٣)؟! فجعَله للاستفهام.
(١) في (ك): "إبداء". (٢) البيت في "ديوان عبيد بن الأبرص" (ص: ٤٥)، و"الأغاني" للأصفهاني (٢٢/ ٨٨). (٣) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٤/ ٢٥٨). (٤) في (ك): "فضرره".