ولو قيل: ولا تُخسروا، لكان أبلغَ في النَّهي، على ما تقدَّم في تفسير: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ [هود: ١١٣]، وإنَّما عدل عنه إلى ما ذَكَرَ تعريضًا لاشتهارِهم بتلكَ الحالِ.
* * *
(١٨٢) - ﴿وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ﴾.
﴿وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ﴾ الوزنُ: وضعُ الشَّيء بإزاء المعيار بما يُظهِرُ منزلَتَهُ منه في ثِقَلِ المقدار: إمَّا بالزِّيادة، أو النُّقصان (٢)، أو التَّساوي.
والقِسْطاسُ: الميزانُ، أو القبان؛ فإنْ كان مِن القِسْطِ وهو العدل وجعلَتِ العين مكرَّرة فوزنه فِعلاس (٣)، وإلَّا فهو رباعيٌّ.
(١) في (ف) و (م) و (ك): " ﴿أَلَا تَتَّقُونَ (١٧٧) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾ إلى قوله: ﴿إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ". (٢) في (ف): "المقدار إلى الزيادة والنقصان". (٣) قوله: "فعلاس"، كذا قاله الزمخشري، وتابعه النسفي، ونقل فيه الطيبي فيه نظراً بأن الصواب أن وزنه: فعلاع؛ لأن التكرير يقتضي أن يوزن بما قبله، وأما فعلاسٌ فلم يوجد أصلاً. قلت: وهو عند الآلوسي: (فعلاع). انظر: "الكشاف" (٣/ ٣٣٢)، و "تفسير النسفي" (٢/ ٥٨٠)، و "فتوح الغيب" (١١/ ٤١٢)، و "روح المعاني" (١٩/ ٢٦٣).