ما يجري بينكما وبينه، فالمفردات (١) على حقائقها، كما في قوله تعالى: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾ [الفرقان: ٢٣].
﴿فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا﴾ له (٢) ﴿إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ويجوز أنْ يُقال: أفردَ الرَّسولَ لاتِّفاقِ كلمتِهما، أو أفرد هنا (٣) وثنَّى في قوله: ﴿إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ﴾ [طه: ٤٧]، وذلك لأنَّه كان في هارون ﵇ جهتان؛ جهة الرِّسالة مِن الله تعالى، وجهة الوزارة لموسى ﵇ على ما نطقَ به قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا﴾ [الفرقان: ٣٥]، فحين قيل: ﴿فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ﴾ (٤)[طه: ٤٧] نظر إلى جهة رسالته من الله تعالى، وحين قيل: ﴿فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (٥) نظر (٦) إلى جهة وزارته لموسى ﵇، ولكون موسى ﵇ أصلاً في باب الرسالة كان مخاطبة فرعون إياه ومجادلته معه خاصَّة. وإنَّما زِيدَ قوله:(له)(٧) لعدم كاف الخطاب المغني عنه.
(١) في (م): "فالمرادات". (٢) "له" سقط من (ف) و (ك) و (م)، ووقعت في (ع) و (ي) ضمن الآية، وهو مراد المؤلف ظنًا منه أنها من الآية كما هو واضح من كلامه فيما سيأتي عند نهاية تفسيرها. (٣) في (ك) و (م): "هاهنا". (٤) "فقولا"سقط من (ف). (٥) "فقولا" سقط من (ك) و (م). (٦) في (م): "نظرا". (٧) "له" سقط من (ف)، والمثبت من باقي النسخ، وهذا سهو من المؤلف ﵀ حيث ظنها من الآية.