وأمَّا ثالثًا: فلأنه يجوز أن يكون (١) نصب ﴿أَمَدًا﴾ على نزع الخافض، تقديره: لما لبثوا من أمدٍ، على أنَّ الأمد بمعنى المدَّة. ولعل هذا مراد الطَّبري حيث ذهب إلى (٢) نصب ﴿أَمَدًا﴾ بـ ﴿لَبِثُوا﴾ (٣).
وأمَّا رابعًا: فلأن اسم التفضيل ينصب المفعول به في مذهب الكوفيين، فلا اضطرار إلى تقدير فعل، إنما ذلك على تقدير ثبوت نزول القرآن على مذهب البصريين، وأنَّى ذلك (٤).
﴿عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ﴾ النَّبأُ: خبرٌ ذو شأن ﴿بِالْحَقِّ﴾: بالصِّدق.
﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ﴾: جمع فتًى، كصبيٍّ وصِبْيَة ﴿آمَنُوا بِرَبِّهِمْ﴾ الرَّبُّ: السَّيِّد النَّاظر في مصلحة عبيده، وللإشعار بذلك عدل عن: آمنوا بنا.
﴿وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ بالتَّثبيت.
* * *
(١) "أن يكون" من (م). (٢) في (ك): "إلى أن". (٣) انظر: "تفسير الطبري" (١٥/ ١٧٨). (٤) انظر: "البحر المحيط" (١٤/ ٢٣٢)، وهذه الردود على الزمخشري منقولة منه مع شيء من الاختصار والتصرف.