﴿وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ﴾: الشدُّ على القلوبِ: الاستيثاقُ منها، وقبضُها حتى لا يدخُلَها الإيمانُ؛ أي: واطبَع عليها حتى لا تنشَرِح لقَبول الحقِّ.
﴿فَلَا يُؤْمِنُوا﴾: جوابُ الدعاءِ (٢) الذي هو ﴿وَاشْدُدْ﴾ (٣)، أو دعاءٌ بلفظ النهيِ.
وقيلَ: إن جعلتَ اللامَ في ﴿لِيُضِلُّوا﴾ للعاقبةِ أو التعليلِ فهو عطفٌ عليهِ، وقولُهُ: ﴿رَبَّنَا اطْمِسْ﴾ ﴿وَاشْدُدْ﴾ دعاءٌ معترِضٌ بين المعطوفِ والمعطوفِ عليهِ.
واعترِضَ عليه بأن الاعتراضَ بالدعاءِ لا يكونُ له حسنُ موقعٍ، ولهذا عِيبَ على النابغةِ (٤) في قولِه:
لعَلَّ زِبادًا لا أبا لكَ غافِلُ (٥)
﴿حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾؛ أي: يروا ذلكَ، ويحتمِلُ الغايةَ؛ أي: إلى أن يروا العذابَ الأليمَ، وكان ذلك فإنهم لم يؤمنوا إلى الغرقِ.
(١) رواه الطبري بنحوه عن ابن عباس وعن قتادة وسفيان، انظر: "تفسير الطبري" (١٢/ ٢٦٥ - ٢٧٠). (٢) في (ك) و (م): "لدعائه". (٣) في (ك): "الشد". (٤) في (ف): "على المبالغة". (٥) عجز بيت للنابغة الذبياني، وهو في ديوانه (ص: ٩٦)، وصدره: يقُولُ أُناسٌ يُنكِرونَ خَلِيقَتي