فقضَى به رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بيننا شطرَينِ، قلت: يا رسولَ اللَّه! نَلقَى الإبلَ فيها لَبُونٌ (*) وهي مُصَرَّاةٌ، وهم يحتاجون؟ قال:"نادِ صاحبَ الأبل ثلاثًا، فإن أجابك وإلا فاحلُلْ صِرَارَها، ثم اشرَبْ، ثم صُرَّ وأَبْقِ لِلَّبَنِ دواعيَه (**) ".
قلت: يا رسولَ اللَّه! الضَّوَالُّ تَردُ عِلينا، هل لنا أجرٌ أن نَسقيَها؟ قال:"نعم، في كلِّ كبدٍ حرَّى (...) أجرٌ"، الحديث (****)(١).
١٢٤٩ - وروى مالك من حديث جابر بن عبد اللَّه: أن رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"مَن حلَفَ على مِنبري هذا بيمينٍ آثمةٍ تَبَوَّأْ مقعدَه من النار"(٢).
١٢٥٠ - وعن أبي هريرةَ -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهم اللَّهُ، ولا يَنظرُ إليهم ولا يُزكِّيهم، ولهم عذابٌ أليمٌ: رجلٌ على فضلِ ماءً بطريقٍ يَمنعُ منه ابنَ السبيل، ورجلٌ بايَعَ رجلًا لا يُبايعُه إلا للدنيا، فإن أعطاه ما يريد وفَّى له، وإلا لم يَفِ له، ورجلٌ ساوَمَ
(*) ذات لبن. (**) يعني: أي أَبْقِ شيئًا منه كي يَدعوَ غيرَه، وهذا كقوله في حديث ضِرَارٍ: "دَعْ داعيَ اللَّبَن". (...) مقصور (٣). (****) رواه أبو داود والنَّسائي وابن ماجه وأبو حاتم بن حبَّان.
(١) رواه أبو داود (١٥٦٨). (٢) رواه الأمام مالك في "الموطأ" (٢/ ٧٢٧)، والنسائي في "السنن الكبرى" (٦٠١٨). (٣) وهي على وزن سَكْرى؛ من الحر تاثيث حران، يريد: أنها لشدة حرها وقد عطشت ويبست من العطش.