المخارق، ثم ساق رواية عبيد الله الموقوفة وقال:((وهذا أصح من حديث عبد الكريم)) .
[أثره في اختلاف الفقهاء: حكم البول قائما]
اختلف الفقهاء في حكم البول قائما على قولين:
القول الأول: ذهب أكثر أهل العلم الى أنه جائز غير مكروه.
روي ذلك عن علي وزيد بن ثابت وسعد بن عبادة وغيرهم واليه ذهب مالك (١) .
واحتجوا بما روي عن حذيفة، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم سباطة قوم فبال عليها قائما)) رواه الشيخان وغيرهما (٢) .
القول الثاني: ذهب جماعة من أهل العلم الى كراهيته.
واليه ذهب الشافعي وأحمد (٣) .
ومما استدلوا به الحديث السابق، وحديث أم المؤمنين عائشة:((من حدثكم ان رسول الله كان يبول قائما فلا تصدقوه، ما كان يبول الا قاعدا)) (٤) .
(١) شرح الزرقاني ١/١٣١، مصنف ابن أبي شيبة ١/١٢٣، معالم السنن ١/٢٠، المجموع ٢/٨٥، المغني ١/١٥٦، المدونة ١/٢٤. (٢) صحيح البخاري ١/٦٦ رقم (٢٢٥) و ٣/١٧٧ رقم (٢٤٧١) ، صحيح مسلم ١/١٥٧ رقم (٢٧٣) ، وأخرجه أبو داود ١/٦ رقم (١٢٣) ، والترمذي ١/١٩ رقم (١٣) _ (٣) المدونة ١/٢٤، مصنف ابن أبي شيبة ١/١٢٣، معالم السنن ١/٢٠، المجموع ٢/٨٥، المغني ١/١٥٦، شرح الزرقاني ١/١٣١. (٤) أخرجه الطيالسي (١٥١٥) ، وابن أبي شيبة ١/١٢٣، وأحمد ٦/١٣٦، وابن ماجه ١/١١٢ رقم (٣٠٧) ، والترمذي ١/١٧ رقم (١٢) والنسائي ١/٢٦، وابن حبان (الاحسان: ١٤٣٠) ، والحاكم ١/١٨١، والبيهقي ١/١٠١. وقال الترمذي: ((حديث عائشة أحسن شيء في الباب وأصح)) .