والإسلام في اللغة: هو الانقياد والاستسلام ومنه قوله تعالى: {وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ}(١) أي المقادة (٢)، وقوله تعالى:{وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(٣) أي ينقادون لحكمك (٤) ويقال سلم واستسلم وأسلم إذا انقاد (٥).
والإيمان في اللغة هو التصديق لقوله تعالى:{وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا}(٦) أي بمصدق لنا (٧)، وقوله تعالى:{ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا}(٨)، (٩) أي تصدقوا ويقال: فلان يؤمن بعذاب القبر والشفاعة، أي يصدق به (١٠). واختلف الناس في الإسلام والإيمان هل هما شيئان أو شيء واحد:
فقال بعضهم: هما شيء واحد (١١).
(١) النساء آية (٩١). (٢) هكذا في النسختين والمراد (قيادهم) انظر: تفسير ابن جرير ١٥/ ١٩٩. (٣) النساء آية (٦٥). (٤) في الأصل بحكمك وما أثبت من - ح -. (٥) انظر: اللسان ٣/ ٢٠٨٠. (٦) يوسف آية (١٧). (٧) انظر: لسان العرب ١/ ١٤١، تاج العروس ٩/ ١٣٥. (٨) في النسختين (ذلك إذا ذكر الله) وهو خطأ. (٩) غافر آية (١٢). (١٠) ذكر شيخ الإسلام وغيره أن الإيمان في اللغة ليس مرادفاً للتصديق وإن كان يأتي بمعناه. انظر: مجموع الفتاوى ٧/ ٢٩٠ - ٢٩٣ شرح الطحاوية ص ٣٨٠. (١١) هذا القول قال به محمد بن إسماعيل البخاري صاحب الصحيح، ومحمد بن نصر النرودي، وابن منده، وبه قال ابن عبد البر وقال: "وعلى هذا جمهور أصحابنا وغيرهم من الشافعية، وهو قول داود وأصحابه وأكثر أهل السنة". انظر: التمهيد لابن عبد البر ٣/ ٢٢٦، الإيمان لابن منده ١/ ٣٢١، لوامع الأنوار البهية ١/ ٤٢٧، الفصل ٣/ ٢٢٦، وممن لا يفرق بينهما أيضاً المعتزلة وبعض الأشعرية إلا أن هؤلاء يختلف تفسيرهم للإيمان عن تفسير السلف، وسيأتي بين قولهم. انظر: شرح الأصول الخمسة ص ٧٠٥، تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد ص ٤٧.