وذلك أن المشركين قالوا لآلتهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله، فأنزل الله {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ}(٢) ومثلها قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً}(٣) ومثلها قوله تعالى: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنِ ارْتَضَى}(٤).
وذكر أهل التفسير أن الكفار إذا دخلوا النار نظروا إلى قوم من الموحدين من أهل الكبائر معهم في النار فيعيرونهم بذلك ويقولون: ما أغنى عنكم إسلامكم في الدنيا فيشتد غم الموحدين لذلك وحزنهم، فيطلع الله على ما
(١) البقرة آية (٢٥٥). (٢) انظر: تفسير ابن جرير الطبري ٣/ ٨. (٣) طه آية (١٠٩). (٤) الأنبياء آية ٢٨ وهذه الآيات الثلاث يستدل بها العلماء على أن للشفاعة شرطين: أولهما: إذن الله للشافع أن يشفع. ثانيهما: رضاه عن المشفوع له. انظر: فتح المجيد ص ٢١١.