قال: ولا شك أن ضلالهم شر وقد أراده (٢)، فأي لوم على من أضاف إلى الشيطان ما أضاف الله إليه من الشر.
والجواب: أنا لا ننكر أن الشيطان يريد الشر ولا يريد الخير، وإنما الخلاف بيننا أن الله أراد كل كائن من الخلق من خير وشر، فنقول: إن الله أراد الشيطان وخلقه وأراد إرادته وخلقها فيه، وأراد إغواء (٣) إبليس فأغواه، ولهذا قال إبليس:{رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأزَيِّنَنَّ لَهُمْ}(٤) فنسب الإغواء إلى الله، وليست الآية حجة له أن الله لم يرد إرادته، بل قد دل على ذلك بآية أخرى وهي قوله:{وَمَا تَشَاءُونَ إِلاّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}(٥).
(١) النساء آية (٦٠). (٢) المراد بهذا الشيطان. (٣) في الأصل (غوى) وما أثبت من - ح- وهو الأصوب. (٤) الحجر آية (٣٩) وفي - ح- كتبت (لأزينن لهم في الأرض). (٥) الإنسان آية (٣٠).