وعملت هذه الحُروف الجزم؛ لأنّ (لَمْ) تقلبُ معنى المستقبَل إلى الماضي، والفعل ثقيل، وقد ازداد ثقلاً بقلب٤ معناه؛ فناسب أن يُحذَف منه شيء ليخفّ٥؛ وكذلك القولُ في (لَمّا) . [١٥٢/أ]
وأمّا (لام الأمر) فإنّما جَزَمت؛ لأنّ الأمر الصّريح موقوف الآخِر،
١ في ب: يصحب. ٢ في كلتا النّسختين: بها، وهو تحريف. ٣ في ب: الجراظم، وهو تحريف. وهذا البيتُ من الطّويل، ويُنسب للفرزدق، وليس في ديوانه؛ وقيل: للوليد بن عُقبة. و (الجُراضم) : الواسعُ البطن، الكثير الأكل. والشّاهدُ فيه: (فلا نعد) حيث جزم فعل المتكلِّم المبنيّ للمعلوم بـ (لا) النّاهية أو الدّعائيّة؛ وهذا قليل. وذكر ابن هشام أن (لا) في قوله: (فلا نعد) تحتمل النّهي والدّعاء. يُنظر: المغني ٣٢٦. يُنظر هذا البيتُ في: الأزهيّة ١٥٠، وأمالي ابن الشّجريّ ٢/٥٣٣، وابن النّاظم ٦٩٢، والمغني ٣٢٦، وأوضح المسالك ٣/١٨٦، والمقاصد النّحويّة ٤/٤٢٠، والتصريح ٢/٢٤٦، وشرح شواهد المغني ٢/٦٣٣، والأشمونيّ ٤/٣. ٤ في ب: فقلب، وهو تحريف. ٥ في أ: لتخفّ.