المذهب الثّاني: أَلاَّ ينوي٢ المحذوف؛ فيصير ما بقي كأنّه اسم تامّ؛ فيبنى على الضّمّ لِمَا عَرض له من النّداء٣؛ فتقول:(يا حارُ) و (يا عامُ) و (يا مالُ) و (يا هرقُ) و (يا قمطُ) ؛ فإن رخمت اسم رجل سمّي بـ (بُلْبُل) فإنّك تضمّ الباء على اتّفاق المذهبين٤؛ فتقول:(يا بلبُ أقبِل) .
١ التّعليلان مختلفان؛ فالفرّاء يرى المنع مُعَلِّلاً بعدم النّظير، وذلك أعمّ من أن يكون للّبس أولغيره؛ والشّارحُ أورد عليه بما هو أخصّ من ذلك وهو الالتباس. ٢ في كلتا النّسختين: بنون، وهو تحريف. ٣ وتسمّى هذه اللّغة لغة من لا ينتظر. يُنظر: التّصريح ٢/١٨٨. ٤ فضمّ الباء على المذهب الأوّل إقرارًا لها على الضّمّة الأصليّة، وعلى المذهب الثّاني ضمّة بناء. ٥ في أ: حرفان، وهو خطأ. ٦ في أ: فعول، وهو تحريف.