- وسيأتي في الفقرة التالية بعض أقوالهم في اعتمادها وتقريرها - وأدلة هذه القاعدة كثيرة (١).
***
* أقوال العلماء في اعتماد القاعدة:
اعتمد هذه القاعدة أكثر علماء الأمة من مفسرين وغيرهم، واتفق عليها المحققون من أهل الأصول، فمن هؤلاء الأئمة:
١ - حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أخرج الطبري بسنده عنه قوله - في قول الله تعالى:{وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}(٨)[البقرة: ٨]-: يعني المنافقين من الأوس والخزرج ومن كان على أمرهم. اه (٢).
٢ - ومنهم كعب بن عجرة (٣) - رضي الله عنه -: فقد أخرج البخاري في صحيحه عن عبد الله بن معقل بن مقرن (٤) قال: جلست إلى كعب بن عجرة فسألته عن الفدية، فقال: نزلت في خاصة وهي لكم عامة .. » (٥).
(١) انظر جملة منها في العدة لأبي يعلى (٢/ ٦٠٨ - ٦١٠)، والتمهيد لأبي الخطاب (٢/ ١٦٢ - ١٦٤)، والمحصول (٣/ ١٨٩/١)، وشرح الكوكب المنير (٣/ ١٧٩). (٢) جامع البيان (١/ ١١٦). (٣) هو: كعب بن عجرة الأنصاري السالمي من أهل بيعة الرضوان، له عدة أحاديث، نزل فيه قول الله تعالى: فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ [البقرة: ١٩٦]، توفي سنة اثنتين وخمسين. سير أعلام النبلاء (٣/ ٥٢). (٤) هو: عبد الله بن معقل بن مقرّن المزني أبو الوليد الكوفي، لأبيه صحبة، روى عن أبيه وعن كعب بن عجرة وابن مسعود وغيرهم، أخرج له البخاري ومسلم وغيرهما. قال العجلي: كوفي تابعي ثقة من خيار التابعين. اه توفي سنة ثمان وثمانين، تهذيب الكمال (١٦/ ١٦٩)، وسير أعلام النبلاء (٤/ ٢٠٦). (٥) صحيح البخاري، كتاب المحصر، باب الإطعام في الفدية نصف صاع. انظر الصحيح مع الفتح (٤/ ٢١)، ومسلم، كتاب الحج حديث رقم (٨٦).