للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قوله وعليك بالجهاد في سبيل اللَّه فإنه رهبانية المسلمين الحديث. تقدم الكلام على الرهبانية وعلى الجهاد.

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- واخزن لسانك إلا من خير فإنك بذلك تغلب الشيطان، وخزن اللسان هو حبسه وكفه. وفي رواية فكف لسانك إلا عن خير، الحديث، فليس الكلام مأمورا به على الإطلاق ولا السكوت بل لابد من الكلام بالخير والسكوت عن الشر، وكان السلف رضي اللَّه عنهم كثيرا يمدحون الصمت عن الشر وعن ما لا يعني لشدته على النفس، ولذلك يقع الناس فيه كثيرا، فكانوا يعاطون أنفسهم ويجاهدونها على السكوت عما لا يعنيهم. قال الفضيل بن عياض رحمه اللَّه ما حج ولا رباط ولا جهاد أشد من حبس اللسان، قاله ابن رجب في شرح الأربعين النووية (١).

٤٣٤٨ - وَعَن معَاذ -رضي اللَّه عنه- قَالَ يَا رَسُول اللَّه أوصني قَالَ اعبد اللَّه كَأَنَّك ترَاهُ واعدد نَفسك فِي الْمَوْتَى وَإِن شِئْت أَنْبَأتك بِمَا هُوَ أملك بك من هَذَا كُله قَالَ هَذَا وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى لِسَانه، رواه ابن أبي الدنيا (٢) بإسناد جيد.

قوله وعن معاذ بن جبل -رضي اللَّه عنه- تقدم الكلام عليه.


(١) جامع العلوم والحكم (١/ ٣٤١).
(٢) أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (٢٣)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ١٧٥/ ٢٩١)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٤/ ٣٧٦)، وقال العراقي في المغني عن حمل الأسفار (ص: ٩٩٨) أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت والطبراني ورجاله ثقات وفيه انقطاع. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (٢٨٧٠).