للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

جوف الليل فيكون لابتداء الغاية ويحتمل أنه للتبعيض أي صلاته بعض أي في بعض جوف الليل أي وسطه أو آخره إذ في الحديث أيُّ الليل أسمع؟ قال جوف الليل الآخر، والمعنى أن صلاة الرجل من الليل من أبواب الخير وإنما خص الرجل بالذكر لأن السائل رجل ولأن الخير غالب في الرجال وأكثر أهل النار النساء وتلاوته تتجافى جنوبهم عن المضاجع شاهد لما قال من أن الصلاة من جوف الليل من أبواب الخير لأنه رتب عليها {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٧)} (١).

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- ألا أخبرك برأس الأمر أي العبادة والأمر الذي سألت عنه.

قوله وعموده أي ما اعتمد عليه، كعمود الخيمة.

قوله وذروة سنامه بكسر الذال المعجمة وضمها أي أعلاه استعار له صورة البعير وأجزاءه.

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد، لأن الجهاد مقورن بالهداية بدليل قوله عز وجل {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} (٢) الآية، والهداية محصلة لمقصود هذا السائل إذ يلزمها دخول الجنة والمباعدة عن النار فلا جرم كأن الجهاد رأس أمر السائل وعموده وذروة سنامه.

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- ألا أخبرك بملاك ذلك كله هو بكسر الميم أي مقصوده وجماعه


(١) سورة السجدة، الآية: ١٧.
(٢) سورة السجدة، ٦٩.