للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} (١).

وبالجملة فالتوفيق إذا ساعد على شيء تيسر ولو ثقل الجبال، قال الشاعر: إذا اللَّه هيأ عقد شيء تيسَّرا.

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- تعبد اللَّه لا تشرك به شيئا، الحديث. الظاهر أن المراد بالعبادة هاهنا التوحيد بدليل قوله لا تشرك به شيئا.

ومنه قوله تعالى {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} (٢) أي وحدوه ومنه أيضًا قوله تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون أي يوحدون فعلى هذا يكون قد ذكر له التوحيد وأعمال الإسلام ويحتمل أن العبادة هاهنا ما يتناول الإيمان الباطن والإسلام الظاهر فيكون قوله ويقيم الصلاة إلى آخره عطف خاص على العام لتضمن قوله تعبد اللَّه لما بعده.

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير قلت بلى الحديث، أي طُرقه الموصلة إليه.

وقوله ألا أدلك عرض نحو {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ} (٣) أي عرضت ذلك عليكم فهل تحبه أو نحو هذا فلما رتب دخول الجنة على واجب الإسلام وله بعد ذلك على أبواب الخير من النوافل فإن أفضل أولياء اللَّه هم المتقون الذين يتقربون إليه بالنوافل بعد أداء الفرائض.


(١) سورة الأنعام، الآية: ١٢٥.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢١.
(٣) سورة الصف، الآية: ١٠.