على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أربعة أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد الأنصاري.
وقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أعلمهم بالحرام والحلال معاذ بن جبل، وقال نعم الرجل معاذ بن جبل وأرسله رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى اليمن يدعوهم قاضيا به وهو أحد الذين كان يفتون على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ثلاثة من المهاجرين عمر وعثمان وعلي وثلاثة من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت. توفي وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة في طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة وعمواس بلدة بين الرملة وبيت المقدس نسب الطاعون إليها لأنه بدأ منها وهي بفتح العين المهملة وتقدم الكلام على مناقبه مبسوطا.
قول معاذ -رضي اللَّه عنه-: فقلت يا رسول اللَّه أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال قد سألت عن عظيم الحديث، هو كما قال عليه الصلاة والسلام لأن عظم المسببات بعظم الأسباب، ودخول الجنة والتباعد عن النار أمر عظيم سببه امتثال كل مأمور واجتناب كل محظور وذلك عظيم صعب قطعا ولولا ذلك لما قال اللَّه تعالى:{وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}(١)، {وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}(٢).
قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- وإنه ليسير على من يسّره اللَّه عليه الحديث.